الخميس، 20 أكتوبر 2011

البحرين … الذكرى 40 لعيد الاستقلال ودور المعارضة لاسقاط النظام الخليفي

البحرين … الذكرى 40 لعيد الاستقلال ودور المعارضة لاسقاط النظام الخليفي .

موعد إحياء الذكرى 40 لاعلان استقلال البحرين عن التاج البريطاني، يقترب من بدء انطلاقته في ( 15 أغسطس 2011 ) الذي حاول نظام عائلة آل خليفة اسقاطه وتغيير اسمه الى " العيد الوطني أو عيد الجلوس على العرش "، بعد جلاء قوات الانتداب البريطاني من اراضي البلاد في اواخر العام 1971، وقيام ماسمي ( بمجلس الدولة ) الذي تسلم زمام الامور لادارة شؤون البلاد، و الذي كلف بتشكليه بقرار أميري، خليفة بن سلمان آل خليفة، وضم نخبة من افراد العائلة الحاكمة، وبعض التجار والاكاديميين وافراد العائلات المحسوبة على النظام الخليفي الحاكم، الذين وقفوا بصلابة غير معهودة للدفاع عن مصالح الحكم ومختلف مؤسساته الصورية و مشاريعه المشبوهة في وجه الارادة الشعبية، التي ناضلت من أجل الحرية والديمقراطية والاستقلال وبناء دولة القانون والمؤسسات البرلمانية الدستورية، وقدمت كواكب من الشهداء والمعتقلين والمنفيين في مختلف العواصم العربية والعالمية، بداء من ثورة الغواصين والثورات التي رفضت الظلم والاستبداد، مرورا بانتفاضة هيئة الاتحاد الوطني، في سنوات الخمسينات، وانتفاضة الخامس من مارس في الستينات، والانتفاضة الدستورية في التسعينات، وصولا إلى ثورة الرابع عشر من فبراير/ شباط 2011، التي زلزلت اركان النظام الخليفي القمعي، ووصلت ارتجاجاتها إلى عروش الانظمة القبلية الخليجية ومن على شاكلتها حول العالم، والذي ادى في النهاية إلى قيام الدكتاتورية المفرطة، ودولة المخابرات الرهيبة بقيادة الثنائي ( خليفة بن سلمان والمرتزق البريطاني إيان هندرسون ) التي عملت على مدى عدة عقود على سحق التطلعات الشعبية، واودت بحياة اعداد هائلة من الشهداء الابرار وتشريد مئات العائلات البحرينية في المنافي البعيدة، ولعل الوقت قد حان الآن، لعملية التغيير الحقيقي والجوهري، حيث تشهد الساحة البحرينية في هذا الوقت الدقيق والحساس حراكا متواصلا من غالبية جماهير الشعب المطالبة باسقاط نظام الفساد والاستبداد الخليفي، الذي احتل الارض والكيان السياسي من خلال عملية الغزو الغاشم التي قادها الجد الاكبر للعائلة أحمد بن محمد آل خليفة ( الملقب لديها بالفاتح ) أن تتضافر الجهود والامكانات السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية الشعبية، لاحياء ذكرى الاستقلال التي استبدلها النظام الخليفي القمعي، بماسمي ( بالعيد الوطني ) حيث إعتلى أمير البحرين الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة، عرش المشيخة في( 16 ديسمبر/ كانون الاول 1961 )، والقيام بحملات واسعة النطاق لتعريف الراي العام العربي والاقلي الدولي بنضالات شعب البحرين وتضحياته المستمرة من اجل الحرية والديمقراطية والاستقلال، وفضح ممارسات النظام الخليفي القمعي ومختلف مشاريعه المشبوهة التي حولت البلاد إلى " مستنقع الازمات الكبيرة " و " ومطية " تتلاعب بها القوى الاستعمارية الاقليمية والدولية، مع المحافظة على كافة المكتسبات التي كرست تحت شعارات الوحدة الوطنية والنضال من أجل قيام دولة الحكم الدستوري والحريات، ونبذ الطائفية المقيتة الذي زرع بدورها النظام الخليفي وظل يروج لها منذ تاريخ الغزو وحتى اللحظة الراهنة بفضل أجهزته الاعلامية القوية، وابواقه في الداخل والخارج .
مامن هناك أدنى شك في أهمية الدور الذي سوف تلعبه كافة القوى الوطنية والاسلامية البحرينية، من اجل التعريف باهمية هذه المناسبة التاريخية، ولكن ماهو مطلوب وضروري في هذا الوقت بالذات، هو قيام مشروع وطني وحدوي متكامل، يدعوا إلى مشاركة كل أطياف المجتمع البحريني، إلى الانخراط في التظاهرات السلمية عشية الاحتفالات بهذه المناسبة، تكرس مسؤلية النظام الخليفي المباشرة عن استمرار ضلوعها في الازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتمييز الطائفي وتغيير التركيبة السكانية على اسس طائفية والاستقواء بالخارج الاجنبي، وقمع التظاهرات الاحتجاجية السلمية وقتل المتظاهرين بالرصاص الحي والمطاطي والقنابل الخانقة والمحاكمات الجائرة ضد رموز وقيادات وقواعد الحركة الوطنية والاسلامية، ووضع البلاد رهينة تحت قيادة الادارة الاميركية و جيش الاحتلال السعودي، وفصل العمال والموظفين من اعمالهم و الطلاب من مدارسهم وجامعاتهم، والابقاء على تأزيم الاوضاع في البلاد وعدم القبول بالمناشدات المحلية والعربية والدولية الحميدة،الرامية إلى تخلي هذا النظام عن ممارسة القمع والاستبداد .
نأمل أن تحل هذه الذكري التاريخية في 15 اغسطس الجاري، العزيزة على قلوب شعب البحرين، ونجد نظام عائلة آل خليفة، قد لفض أنفاسه الاخيرة وتهاوى امام اصرار الشعب بغالبيته المطلقة على اسقاطه، وقيام الدولة البرلمانية الدستورية المنشودة.
هاني الريس

ليست هناك تعليقات: