الخميس، 29 ديسمبر 2011

البحرين ... ثورة شعبية وليست انتفاضة شيعية

البحرين ... ثورة شعبية وليست انتفاضة شيعية

على الرغم من أهمية ثورة الرابع عشر من سبتمبر/ شباط 2011 المباركة، التي زلزلت أركان النظام الخليفي القمعي،الذي عرف طوال عدة عقود مضت بممارسة القمع والاستبداد وشق وحدة الصف الوطني من خلال تطبيق السياسة الاستعمارية ( فرق تسد ) خلال الشهور الستة الماضية من عمر الثورة، فأن نظام عائلة آل خليفة الحاكم في البحرين، لايزال يصور للراي العام العربي والعالمي، بأن هذه الثورة المباركة التي إمتدت طلائعها في مختلف المدن والقرى والمناطق البحرينية، هي ليست أكثر من كونها تخص طائفة معينة في المجتمع ويعني بها ( الطائفة الشيعية ) ولذلك كانت الالة الاعلامية والعسكرية القمعية المدعومة بجافل جيش الاحتلال السعودي، تفعل فعلها في التأثير على الرأي العام من خلال تصوير الحدث البحريني بعيون واحدة هي المسألة الطائفية، ولكن مع استمرار صمود الثورة الشعبية المباركة ومواجهتها كافة التحديات الاعلامية والامنية، باستخدام كافة الوسائل الحضارية السلمية ونبذ كل أشكال العنف، اكتسبت هذه الثورة المباركة عمقا جماهيريا واضحا من مختلف فئات وتيارات وطوائف المجتمع البحريني التي تضررت من سياسات النظام الخليفي، وكانت شعارات الوحدة الوطنية الواضحة من هذه الثورة المباركة، مرفوعة بقوة إلى جانب المطالب الوطنية المشروعة التي ناضلت واستشهدت من أجلها أجيال من شعب البحرين، ولذلك احتلت الثورة الشعبية في البحرين مكانة طليعية بين ثورات الربيع العربي بوجهها الديمقراطي والانساني والاخلاقي والوحدوي، وذلك على خلاف ماكان يروج له النظام الخليفي من أن هذه الثورة التي اجتمعت حولها كافة الطوائف البحرينية بأنها انتفاضة شيعية .
وحقيقة أن ثورة الرابع عشر من سبتمبر / شباط المباركة، استطاعت أن تجتاز مستنقع الطائفية برفعها شعارات تجسد مفاهيم الاخاء والتسامح و التشديد على الوحدة الوطنية ، كما استطاعت أيضا تجتاز اختبارات كبيرة في مختلف ميادين المواجهة السلمية مع ادوات القهر الخليفية والسعودية، التي تم فرضها عليها، ولدى هذه الثورة جيل صاعد يبلور لنفسه الثقة بالنفس، ومواجهة الحملات الامنية المسعورة بالصبر والثبات والامل بتحقيق الانتصار المأمول، ففي نفس الوقت الذي لم يرفع فيه اي متظاهر خرج في التظاهرات الاحتجاجية المطلبية شعارا واحدا طائفيا، غير الشعار الذي رفع في كل التظاهرات وهو شعار الوحدة الوطنية ( لا شيعية .. لا سنية وحدة وحدة وطنية )، كان النظام الخليفي القمعي وحده فقط يخالف هذا الواقع ويستمر في ممارسة القمع والاستبداد ضد الطائفة الشيعية التي يتهمها بتحريض الشارع للانقلاب على الحكم، ويحاول تمرير مشاريعة المشبوهة الطائفية وتغليب طائفة على اخرى في المجتمع من أجل أن يستمر في السلطة والحكم، وكان دائما يتعسر عليه الخروج من العزلة الاجتماعية والسياسية التي فرضها على نفسه طوال فترة احتلاله للبلاد قبل 230 سنة من الزمن، بالابتعاد عن جسم المجتمع الواحد الموحد، لانه يرى في نفسه انه وحده القادر على تمثيل الشعب والنيابة عنه في كافة الامور المتعلقة بحياة الدولة، وأن المكونات الاخرى في المجتمع ليست أكثر من رعية خاضعة لمشيئته يتصرف بمصيرها كما يشاء ويرغب .
هذه هي أزمة النظام الخليفي القمعي الذي لايزال يصر على مواقفه السلبية وسياساته الاستبدادية القمعية واتهاماته المزعومة ضد الطائفة الشيعية بالتأمر عليه ومحاولة اقصائه عن سدة السلطة والحكم، بين ما الحقيقة على الارض تؤكد على طائفية النظام وعزلته الواضحة عن بقية المجتمع، في ما الثورة الشعبية الراهنة شاملة وجامعة وتكمن أهميتها في الدفاع عن مظالم شعب البحرين برمته وليس فقط طائفة معينة .

ليست هناك تعليقات: