الخميس، 20 أكتوبر 2011

البحرين ... ماذا قال بلكريف بحق النظام الخليفي القمعي ؟

وصف تشارلز بلكريف، مستشار حكومة البحرين في حقبة الحماية البريطانية، السياسات التي مارستها عائلة آل خليفة، منذ غزوها للبلاد في العام 1783، بأنها "ظالمة واستبدادية" وكانت تبعث دائما برسائل الاساءة والبطش بالذات بالطائفة الشيعية، وقد إستطاع جميع افرادها والمقربون منها، الاستيلاء على الحرث والنسل في ربوع البحرين، عندما تمكنت بواسطة القهر والتعسف العام أن تبني لنفسها قطاعاً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً منعزلاً تماماً عن جسم المجتمع البحريني، يستند الى فرض القوة الغاشمة والاستقواء بمعاهدات الحماية الاجنبية لتكريس أمنها وحماية نظامها السياسي والاقتصادي من كافة المخاطر الداخلية والخارجية المحذقة .
ويضيف بلكريف "أن هذه السياسة المعنية أساساً باظهار قوة العائلة الحاكمة وسطوتها على المشيخة والمجتمع، جعلت من البحرين بلداً اقطاعياً يحكمه حاكم اقطاعي هو وجميع أفراد عائلته، بحيث أصبحت جميع اراضي البلاد بمثابة ملكهم الخاص، ويتصرفون بها كما لو أنهم أصحاب البلاد الشرعيين والاصليين ".
هذا ماكان يراه مستشار الحكومة البريطانية تشارلز بلكريف، في حق العائلة الخليفية الاستبدادية القمعية، التي اثبتت فشلها الذريع في التعامل الايجابي مع شعب البحرين، الذي فقد الامل من مصداقية هذه العائلة، التي طالما قطعت على نفسها وعود التغيير والاصلاح والتسامح، ثم ماتلبث وأن تعود وتنقلب على مواثيقها و تعهداتها امام المجتمع بين ليلة وضحاها .
وعلى رغم أن عائلة آل خليفة، بذلت المحاولة تلو الاخرى من أجل كسب قلوب سكان البلاد الاصليين (شيعة وسنة) تارة باغراءات ما يمكن توفيره من المال والجاه، وتارة اخرى بفرض ضرورات الامر الواقع، الا انها لم تستطع ان تجد فرداً واحداً من المواطنين الشرفاء من يقبل لنفسه أن يكون متعاطفاً مع سماسرة ومغتصبي الارض والحقوق، سوى قلة قليلة جداً من اصحاب النفوس المريضة، ممن لهم طموحات سياسية واجتماعية واقتصادية مذلولة، ولقد وجد في كل عصر من يقف الى جانب الطغاة بحكم مثل هذه المصالح والامتيازات، الامر الذي جعل شعب البحرين بغالبيته الساحقة يتوحد في كتلة واحدة موحدة في وجه سياساتها الظالمة، ويوقد شعلة الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية الواحدة تلو الاخرى من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، ويكمن سر حقد عائلة آل خليفة، على الجميع انها لم تستطع الانصهار في جسم المجتمع البحريني، الذي ظل يرفضها على الدوام بسبب استبدادها واستهتارها بالارادة الشعبية .

هاني الريس

ليست هناك تعليقات: