الخميس، 20 أكتوبر 2011

البحرين ... هل ينجح وزير العدل في قمع الخطاب الديني ؟

يسقط حمد وعائلته ومرتزقته " ... " العار كل العار لجيش الاحتلال السعودي " ... " التعدي على الرموز الدينية خط أحمر لايمكن تجاوزه " هذه الشعارات ترددها حناجر غالبية شعب البحرين يوميا تقريبا، عبر المظاهرات والاعتصامات الاحتجاجية المطلبية في جميع القرى والمناطق البحرينية، لتبقى بذلك جدوة الثورة الشعبية المباركة مشتعلة حتى تحقيق كافة المطالب الوطنية المشروعة، التي ناضلت واستشهدت من أجلها أجيال من شعب البحرين على مدى عدة عقود مضت ولاتزال تداعياتها قائمة الى هذا الوقت .
ليس هناك مجال للشك، بأن التهديدات السياسية والامنية التي يطلقها كبار المسؤلين في البحرين بين والفينة والاخرى، وكان آخرها تهديدات وزير العدل في النظام الخليفي، خالد بن علي بن عبدالله آل خليفة، حول إستهداف الرموز الدينية وخنق الخطاب الديني، تمثل مرحلة جديدة قاتمة من قمع الحريات العامة في البحرين والتصدي لاصوات المعارضة الوطنية والاسلامية بمختلف الوسائل القمعية، التي يمكن أن تفضح كل ممارسات النظام الخليفي، أمام الرأي العام الوطني والدولي .
أن كل التهديدات المباشرة وغير المباشرة من قبل وزير العدل في السلطة الخليفية القمعية، يمكن أن تكون بداية الشرارة الاولى للهجمة الوحشية الجديدة التي يستعد لاعلانها النظام الخليفي، في المرحلة القادمة لمواجهة تزايد المد الثوري الشعبي الداعم لاهداف ثورة الرابع عشر من فبراير/ شباط المباركة، وفرض الوصاية الرسمية على الخطاب الديني، الذي أخد يزدهر في خلال الفترة الأخيرة، بعد عجز النظام الخليفي، عن تطبيع الاوضاع، وإيقاف حملات القمع والاستبداد ضد الاصوات المطالبة بالحريات .
تهديدات وزير العدل، وعلى الرغم من مستوى كلماتها الهابطة ووضوح أهدافها ومقاصدها الطائفية، أحدثت صدمة موجعة في الاوساط السياسية والاجتماعية والدينية، التي إستنكرت بشدة هذه التصرفات الحمقاء، والتطاول على رموز وطنية ودينية تمثل موضع احترام وتقدير مختلف الفئات والطوائف البحرينية، وأعطت الدليل القاطع على إستمرار النظام الخليفي بفرض " القبضة الفولاذية " على كافة الحريات، بما في ذلك الحرية الدينية التي كفلها الدستور وكافة الاعراف الدولية، والتي ظلت على مدى العقود الماضية والراهنة موضع تكريم وتقديس من المجتمع البحريني برمته .
السوال المطروح الآن، هل يستطيع وزير العدل في سلطة آل خليفة، أن يقمع الخطاب الديني، الذي هو في حقيقة الأمر، أصبح بمثابة الحياة الأبدية في نفوس وعقول وأفئذة شعب البحرين المسلم والمسالم ويفرض عليه القيود ؟
كل المؤشرات المستقبلية والراهنة، تؤكد على عدم قدرة الوزير في تمرير هذه التهديدات التي إستخدمت في هذا الوقت بالذات بمثابة " بالونات إختبار " بهدف جس نبط المجتمع برمته، وبخاصة الطائفة الشيعية المعنية أساسا بمجمل هذه التهديدات، لانه يدرك تماما، حجم القاعدة الشعبية التي سوف تتوحد ضده، وسوف تسقط قراراته وإجراءاته اللادستورية وإللا شرعية، التي أخدت تستهدف الرموز الدينية عن طريق التهديد، وليس بواسطة الوسائل القانونية والدستورية، وبحسب العديد من المراقبين، فأن هذه التهديدات، ستظل فقط مجرد أوهام وبالونات أختبار، تتخلل بقايا أحلام النظام الخليفي، الذي لا يزال يدعي بأنه استطاع أن يقضي على ثورة الرابع عشر من فبراير/ شباط المباركة، ويحقق الأمن والاستقرار، لكن ما سيراه في مستقبل الأيام القادمة، من ثورة عارمة تهز اليلاد هو أفضع بكثير .

هاني الريس

ليست هناك تعليقات: